”لقد أعطى عملي لحياتي هدفًا”
عندما كانت «شازيا» تدرس في الجامعة، صادفت إحدى أساتذتها إعلانًا عن وظيفة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية). فشجعت «شازيا» للتقدم إليها. لم تبدِ «شازيا» اهتمامًا بالوظيفة لأنها أرادت أن تصبح عالمة، لكن وافقت على حضور المقابلة الشخصية. والآن تشغل منصب رئيس دائرة الشؤون اللوجستية في بعثة اللجنة الدولية بالخرطوم. "التحقتُ بالعمل كسكرتيرة في وحدة تنظيم حركة، وظننت أنها لن تعدو وظيفة صيفية وسأظل هنا بعض الوقت لأكسب مبلغًا من المال أنفق منه عدة أشهر. ولم أتخيل أن تلك كانت بداية مسيرتي المهنية في اللجنة الدولية".
Inspiring18 ملهم التقييم

"بذل المشرفون والزملاء في بيشاور من اليوم الأول جهودًا حقيقية لإخراجي من منطقة راحتي. كلفوني بمهام لا خبرة لي بها ومدوا لي يد العون عندما احتجت إليها. كان المناخ مشجعًا، وشعرت بأني أحظى بفرصة لتطوير نفسي، وها أنا ذا أكاد أتم عامي السادس عشر هنا! وكان من حظي أن أعمل إلى جوار زملاء ومديرين قدموا لي الدعم طوال مسيرتي المهنية، ومنحوني مساحة للحركة وتطوير مهاراتي. هذا الدعم الذي أسبغه عليَّ زملائي من الموظفين أعطاني قوة كبيرة. لقد كانوا القوة الدافعة في مسيرتي المليئة بالتحديات، لما أحاطوني به من تشجيع وثقة وإلهام".

في الوقت الذي بدأتُ فيه العمل لدى اللجنة الدولية، كانت بيشاور مكانًا محافظًا جدًا. كان الكثير من الناس يعارضون انضمام المرأة إلى القوة العاملة، حتى داخل عائلتي، لكن أبي كان مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا بقدراتي، وشجعني على الالتحاق بالجامعة. وكنت أول امرأة تفعل ذلك في عائلتي". العديد الآن من شقيقات «شازيا» وبنات عمومتها وبنات إخوتها وأخواتها سرن خطاها والتحقن بالجامعة. "أظن أنني فتحت الباب للنساء الأخريات في عائلتي ليواصلن التعليم العالي ويؤسسن مسيرة مهنية. لم يتطلب الأمر أكثر من شخص واحد يعطي مثالاً للآخرين لتمهيد الطريق أمام المزيد من المشاركة".

"عندما التحقتُ باللجنة الدولية في 1999، كان عدد النسوة العاملات في مركز الدعم اللوجستي في بيشاور ثلاثة فقط. ليس الدعم اللوجستي عمومًا مجالاً تعمل فيه النساء بكثرة. وقد اعترت الدهشة الكثير من زملائي إذ رأوا شابة باكستانية صغيرة تشغل هذه الوظيفة. وقوبلت بمقاومة شديدة من الزملاء الذكور الأكبر سنًا والأكثر خبرة، فلم يرتاحوا لفكرة أن تصعد شابة صغيرة مراتب السلم الوظيفي. وتحدوا القرارات المتخذة بشأن ترقياتي والفرص التدريبية الممنوحة لي، لكني حظيت بمساندة رئيس دائرة الشؤون اللوجستية. رحبْتُ من جانبي بالدخول في مناقشات بناءة مع هؤلاء الذين شككوا في قدراتي حتى أهدئ مخاوفهم".

حدث ذلك مرة خلال مهمة الدعم الأولى لـ «شازيا»، عندما تولت إدارة جميع العمليات الميدانية ونقل البضائع في دارفور. "كان أحد سائقي شاحنات القافلة يصل إلى العمل متأخرًا عن عمد، ما يعني عدم قدرتنا على نقل البضائع إلى المتضررين في الوقت المحدد. وعندما سألته عن سبب تأخره كثيرًا، أقر بعدم وجود سبب، لكنه ألمح بشكل غير مباشر إلى أنه لم يعتد تلقي الأوامر من امرأة. فأخبرته أن ينحي كبرياءه ويتوقف عن اعتبار التوجيهات أوامر، وأن يركز عوضًا عن ذلك على أهمية العمل الذي نؤديه. وذكرته أنه قطع كل هذه المسافة من بلده لمساعدة المحتاجين هنا. فالبضائع التي كان ينقلها ذات أهمية حيوية للسكان الذين نريد الوصول إليهم. وتفهم أن سوء أداءه في وظيفته لم يكن يؤذيني أنا، بل يؤدي المستفيدين. وما إن وضحت له الصورة حتى تحسن أداؤه تحسنًا كبيرًا!"

لطالما اجتذب العمل الإنساني اهتمام «شازيا»، فقد اعتادت في طفولتها على ادخار مصروفها وإعطائه للفقراء في مدينتها. وعندما التحقت بالعمل في اللجنة الدولية، تعزز شغفها بالعمل الإنساني. "لقد أشبع عملي في اللجنة الدولية طموحي للسفر والعمل في أماكن مختلفة حول العالم والمشاركة في تحقيق هدف نبيل. لقد أعطى عملي لحياتي هدفًا أعمل من خلاله على إشباع طموحاتي الشخصية وتحقيق رؤية المنظمة".

"أردت في صغري أن أصبح عالمة أستكشف الكنوز الخفية في الطبيعة وأستخدمها في تعزيز رفاه الإنسانية. وعندما بدأت العمل في الدعم اللوجستي، أدركت أني أستطيع تحقيق ذلك في هذا المجال أيضًا عن طريق التفكير خارج الصندوق والاستجابة للاحتياجات المختلفة للأشخاص بأسلوب إبداعي. والآن أشعر كما لو كنت عالمة اكتشفت المتعة في العمل مع الآخرين ومن خلالهم. ولم تعد البيولوجيا هي العلم الذي أهتم به، وإنما الأشخاص - دوافعهم ومشاعرهم وأفكارهم - ورسالتي هي البحث عن طرق لمساعدة البشر في إنجاز أهداف عظيمة معًا".

Shazia Nawaz

ICRC, 1999

ضع تقييمك هنا
Brave
شجاع
Inspiring
ملهم
Hero
بطل
Passionate
متفان
0

تتراوح نسبة المتطوّعات بين 45 و57 في المئة من إجمالي المتطوّعين في الصليب الأحمر وفي الهلال الأحمر في جميع المناطق.

– IFRC Everyone Counts Report, 2019

سجل للحصول على اخر اخبارنا

أصوات حصلت على تقييم مماثل