عندما بدأت جوندو عملها في العام 2003، كانت الجمعية فرعاً صغيراً يضمّ موظّفَين يعملان بدوام كامل، وعضوَين آخرَين يعملان بدوام جزئي ونحو ثلاثين متطوعاً. تتذكر جودو ذلك وتقول، "كان فرعاً مختلفاً تماماً. قامت هيكليته على فريق العمل تقاضى نصف عناصره رواتب، فيما عمل النصف الثاني بموجب عقود". بدا واضحاً أنّ هذه التركيبة لم تكن تعمل بشكل جيد. وتضيف قائلة، "إذا كنّا نودّ للفرع أن ينمو، لا يمكن بقاء هذا الوضع على حاله".
كانت جوندو وافدة جديدة على الجزيرة، وكأمّ شابة لطفلين صغيرَين يحاولان التأقلم مع المكان، ووسط تضارب متطلّبات الأمومة والعمل، والتفكير في جعل الصليب الأحمر في جزر كايمان مصدر خدمة أفضل للمجتمع، سرعان ما أصبحت مشغولة تماماً. وبدا واضحاً بعد وقت وجيز أنّ ما ورثتْه والأعضاء الآخرون في فريق العمل عبارة عن منظّمة فقدت أهمّيتها في المجتمع وهو ما تحتّم عليها مواجهة أخطاء الماضي. تتذكر نائبة المديرة كارولينا فيريرا ذلك وتقول، "بدأنا نحاول إشراك مزيد من الناس وتجنيد مزيد من المتطوّعين في المنظّمة، وسرعان ما تبيّن أنّنا نعاني من مشكلة في المصداقية. سمعنا حكايات عن رفض متطوّعين بحجّة أنّه ليس هناك حاجة إلى خدماتهم. شكّل ذلك مشكلة كبيرة لأنّ المتطوّعين أعظم قوّة لدينا. لزمنا فعل شيء وبسرعة، وكان جزء من ذلك العمل الاعتذار بالبداهة عمّا حصل مع أنّنا لم نكن مسؤولين عن ذلك. لكن هذا ما تطلّبه العمل- اعتبار هذا المستوى من تحمّل المسؤولية والمساءلة نقطة انطلاق لتكوين منظّمة من النوع الذي أردنا بناءه".
كان العمل على إعادة التواصل مع المجتمع في يكتسب زخماً حين مزّق إعصار إيفان من الفئة 5 جزر كايمان في أيلول/سبتمبر 2004، وسبّب في غضون ثلاثة أيام طويلة أضراراً طالت أكثر من 85 في المائة من غراند كايمان. تدمّرت البنية الأساسية، وتوقّفت شحنات الموادّ الغذائية والإمدادات، وأصبح الآلاف من العائلات معرّضين لخطر محدق.
– Jondo Obi, Cayman Islandsعرفت جوندو أنّ إنهاض بلادها في أسرع وقت ممكن هو أفضل شيء لطفليها
تذكر كارولينا ذلك وتقول، "لم يتوقّع أحد أن تكون العاصفة بهذه الشدّة. كان طفلا جوندو لا يزالان صغيرَين، لذلك ارتأت وزوجها أنّ بقاءهما في المنزل خير لهما في أثناء تواجدها في ملجأ الصليب الأحمر. بقوا على اتّصال عبر رسائل نصّية معظم مدّة العاصفة، لكنّ الاتّصالات انقطعت لاحقاً. احتُجزنا في الملجأ من صباح يوم السبت حتى عصر يوم الاثنين، وعندما خرجنا من ذلك الباب، تعذّر علينا معرفة مكاننا".
اضطرّ زوج جوندو إلى مغادرة المنزل مع طفلَيه في ذروة العاصفة والتوجّه إلى منزل أحد الجيران بعد أن انهار سقف منزلهم بفعل الريح. وتضيف كارولينا، "ما إن خرجنا من الملجأ حتّى ذهبنا إلى منزلها. بحثتْ عن أُسرتها، وعاينت الأضرار وعانقت طفليها، ثمّ عادت إلى المقرّ الرئيسي على الفور. لم أصبح أمّاً إلاّ في العام 2012، عندئذٍ صُعقتُ لخطورة ما فعلته. ولا يسعني الآن إلاّ تخيّل مدى صعوبة الأمر عليها، أن تبتعد عن أسرتها، ولا تعود تعرف عنها شيئاً، ثمّ تستأنف عملها بعد فترة وجيزة من هذه التجربة المؤلمة. لكنّها لم تفصح عن ذلك أبداً، وليس مردّ ذلك اعتقاد مضلّل بضرورة أن تكون رزينة وتكبت مشاعرها، بل كان دافع شعور حقيقي بالواجب والمسؤولية، وهو جعلها تؤمن بأنّ إنهاض بلادها في أسرع وقت ممكن هو أفضل شيء لطفليها".
– Jondo Obi, Cayman Islandsفتح صفحة جديدة للصليب الأحمر في جزر كايمان
شكّل إعصار إيفان للمنظّمة نقطة تحوّل رئيسية، واستفادت جوندو من المصداقية المتجدّدة التي سيكسبها فريقها بفتح صفحة جديدة للصليب الأحمر في جزر كايمان.
بدأت جوندو بدعوة الفروع الخارجية عموماً والصليب الأحمر في جزر كايمان خصوصاً إلى زيادة مشاركتها في الاجتماعات الإقليمية والفرص التدريبية. وأطلقوا برنامج "تطبيق المُثُل" في جزر كايمان لمساعدة المتطوّعين على فهم المنظّمة على نحو أفضل وللعودة بممارسات الفروع وسياساته إلى الالتزام بالمبادئ الرئيسية السبعة. أفضى ذلك إلى إطلاق مبادرات مثل "برنامج مسار تدريب المتطوّعين" في الصليب الأحمر، بالإضافة إلى حمْل الجزيرة على تأسيس موقع لحملة إقليمية مثيرة للجدل لاستخدام الواقي الذكري الذي لم يكن وقتئذٍ معروفاً في منطقة الكاريبي.
واصلت جوندو تحسين أسلوبها القيادي الذي أتاح لفريقها تولّي زمام تطوير المنظّمة من خلال تشجيعهم على فتح آفاق جديدة عندما يتعلّق الأمر بخدمة أضعف الفئات على نحو فاعل. القدرة على تحديد نقاط القوّة لدى الآخرين وتقويتها فيما يجري العمل على إيجاد بيئة عمل متناغمة وسعيدة وعائلية هي التي جعلت الصليب الأحمر في جزر كايمان متميّزاً.
تقول جوندو، "أنا ممتنّة، ومحظوظة بأن أسمّي قطعة من الجنّة مثل كايمان بلدي. إنّ ما في أيدينا امتياز، لذلك، أن يكون لنا دور صغير في ضمان إسهامنا في صونه، والعمل على تمكين الناس، وجعله مكاناً أفضل أو زيادة مرونة أهله ... هو أقلّ ما يمكن لأيّ شخص القيام به. وقيامي بذلك كجزء من حركة كالصليب الأحمر هو مجرّد عمل تكميلي".
عند إشراك سيدات في مفاوضات سلام، يزيد احتمال نجاحها بنسبة 35 في المئة.