"يجب أن نتحلى بالإنسانية تجاه بعضنا البعض كما نفعل إزاء بقية العالم"
عملت الدكتورة «هيلين دورهام» في الحركة لمدة 22 عامًا، فقد بدأت مسيرتها المهنية في الصليب الأحمر الأسترالي، وتشغل الآن منصب مدير دائرة القانون الدولي والسياسات الإنسانية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية).
Inspiring13 ملهم التقييم

"عندما كنت محامية صغيرة في أستراليا، استحوذ حظر العنف الجنسي في الحروب على اهتمامي، فأجريت العديد من الدراسات عن هذه القضية. بدأت مسيرتي المهنية كمحامية، لكن أدركت سريعًا شغفي الأكبر بالقانون الدولي الإنساني". تابعَت «هيلين» دراستها وحصلت على الدكتوراه في نيويورك، وبدأت العمل لدى الصليب الأحمر الأسترالي في عام 1997 في منصب مدير القانون الدولي الإنساني.

وبعد أن أمضت أعوامًا عدة في الصليب الأحمر الأسترالي، انتقلت للعمل مستشارًا قانونيًا للجنة الدولية في منطقة المحيط الهادئ ورئيس مكتب أستراليا. "عندما أنجبت طفلي الثاني أدركت أني رغم حبي العميق للجنة الدولية ووظيفتي، لن أستطيع مواصلة السفر بالقدر الذي يتطلبه منصبي وتربية أبنائي في الوقت ذاته. فقررت العودة إلى الجامعة وتدريس القانون الدولي الإنساني عدة سنوات، انصب تركيزي خلالها على حماية المدنيين وحقوق المرأة".

كامرأة عاملة في هذا المجال، كان على «هيلين» إيجاد طرق للتعامل مع التصورات المسبقة عنها. "تعرضت لعدد من المواقف التي اختُبر فيها صبري: ففي أكثر من فعالية حضرتها طُلب مني إعداد أكواب الشاي، بينما الدعوة موجهة إليَّ فعليًا لإلقاء الكلمة الرئيسية. كان عليّ أن أتعامل مع المواقف بروح دعابة، لأني أعتقد أنه إذا تسرب الشعور بالإحباط إلى داخلك، فلن تجني سوى استهلاك طاقتك. ذكرت نفسي أن أفضل سبيل "للانتقام" هو التفوق في ما أؤديه. لدينا اليوم محاميات رائعات كثيرات يعملن في مجال القانون الدولي الإنساني، سواء في الصليب الأحمر الأسترالي أو اللجنة الدولية، فقد تحقق لحسن الحظ نمو مذهل في هذا المجال".

”من الأهمية بمكان مساندة النساء مهنيًا خلال مراحل من حياتهن ربما يرغبن فيها في الابتعاد لأداء أدوار أخرى”

– Helen Durham, ICRC

عُينت «هيلين» في 2014 في منصب مدير القانون الدولي والسياسات الإنسانية في اللجنة الدولية، وتمكنت من المشاركة في اتخاذ القرار بشأن سياسة إجازة الوضع للموظفين المحليين. "كنت متحمسة جدًا حيال هذا الأمر لأنني أدرك من خبرتي الشخصية أن هذه الأشياء قد تبدو إجراءات صغيرة وتقنية، إلا أنها تصنع فارقًا ضخمًا في حياة الأفراد. وإذا كنا نتطلع إلى تعزيز قيادة المرأة داخل الحركة، يتعين علينا النظر في أفضل السبل لدعم المرأة خلال فترة حضانة أطفالها وغيرها من المراحل في حياتهن. عندما أنجبت طفلي الأول في 2001، كنت أول مدير يأخذ إجازة وضع منذ عقود. جعلني هذا أستوعب أهمية مساندة النساء مهنيًا خلال مراحل من حياتهن ربما يرغبن فيها في الابتعاد لأداء أدوار أخرى. يجب أن نتحلى بالإنسانية تجاه بعضنا البعض كما نفعل إزاء بقية العالم".

"محاولة إيجاد توازن بين العمل والحياة الشخصية مسألة صعبة لكن مهمة، وبالأخص للنساء، لفهم أن مسار التقدم الوظيفي لا يجب بالضرورة أن ستمر دون انقطاع. فهنالك أوقات شعرت فيها أني ما دمت أعمل بدوام جزئي فلن أصل إلى منصب كبير في مسيرتي المهنية. وعندما أسترجع ذاكرتي، لا يسعني إلا أن أثني على هذه القرارات، فالدروس التي تعلمتُها طوال مسيرتي ساعدتني على أن أصبح مديرة أفضل كما أنا اليوم. لقد كرّست نفسي لعملي وتحمست له، لكني أعترف أيضًا أن حياتي لا تدور حول الوظيفة فقط".

”أحب أن أرى التأثير الذي نحدثه في الحياة اليومية للبشر”

– Helen Durham, ICRC

"إن المكافأة التي تمنحني إياها وظيفتي ذات شقين: الأول هو ما أختبره من تحديات معيارية يتوجب عليّ أنا وفريقي مواجهتها على الساحة العالمية، والثاني هو رؤية القانون الدولي الإنساني موضع التنفيذ ويؤثر في الحياة اليومية للبشر. هذان هما ما يشعل الجذوة بداخلي، ويجعلني أتخطى الأوقات الصعبة التي شعرت فيها أني لا أصنع فارقًا كبيرًا بما يكفي".

"من الأهمية بمكان أن يذكّر المرء نفسه بالتواضع والنظر للأمور نظرة واقعية بعد كل هذا العمل في سياقات استثنائية وشديدة الوطأة في بعض الأحيان. لن أنسي رحلتي إلى هيروشيما لحضور اجتماع حول الأسلحة النووية والوقت الذي قضيته مع الصليب الأحمر الياباني في المستشفيات لفهم الرعب الذي ما زالت تسببه هذه الأسلحة، وبعدما هبطتُ من الطائرة العائدة إلى الوطن ذهبتُ مباشرة إلى المدرسة الابتدائية لآخذ طفلي وهيأتُ نفسي للتعامل مع "مشكلات" المدرسة. إن العمل في هذا المجال يمنحنا نافذة فوق العادة نطل منها على واقع لا يدركه الكثيرون، لذلك من المهم التوصل إلى طرق تتسم بالشمولية للتعامل مع الأشياء المحيطة".

Helen Durham

ICRC, 1997

ضع تقييمك هنا
Brave
شجاع
Inspiring
ملهم
Hero
بطل
Passionate
متفان
0
هل كنت تعلم ...

7 شابات لكل 10 شبان يكملون المرحلة الثانوية العليا في البلدان المنخفضة الدخل. إذا كنا نريد المزيد من القيادات النسائية في المستقبل ، فنحن بحاجة إلى سد الفجوة بين الجنسين في التعليم.

– UN Women

سجل للحصول على اخر اخبارنا

أصوات حصلت على تقييم مماثل