أسّست الليدي هيلين الصليبَ الأحمر الأسترالي في العام 1914، بعد مرور تسعة أيام فقط على اندلاع الحرب العالمية الأولى. وسرعان ما حوّلت منزلها الخاصّ، وكان عبارة عن قاعة الاحتفالات في مقرّ حكومة ملبورن، إلى مقرّ للصليب الأحمر. وتمكّنت من تجنيد آلاف المتطوّعين الذين نظّموا أنفسهم وكرّسوا أوقاتهم وطاقاتهم لتوفير الراحة للقوّة الإمبراطورية الأسترالية العاملة في الخارج ومساعدة الأُسر على الحصول على معلومات عن أبنائها المفقودين.
قدّمت الليدي هيلين من خلال رعايتها وتوجيهها للصليب الأحمر الأسترالي مثالاً لبنات جنسها بإثبات أنّه يمكن للمرأة قيادة منظّمة وطنية اتّحادية، والإشراف على ميزانيات ضخمة، وترؤّس لجان مالية هيمن عليها الرجال، وذلك على الصعيدين الوطني والدولي. رأت في الصليب الأحمر الأسترالي ميدان النساء وأرادت ضمان اضطلاعهنّ بأدوار قيادية على جميع المستويات في المنظّمة، وذلك على عكس الصليب الأحمر البريطاني الذي احتكر الرجال جميع مناصبه القيادية، والصليب الأحمر الكندي الذي بالكاد ضمّ نساءً في هيكل قيادته.
ولكي تحقّق الليدي هيلين هدفها، بعثت برسائل إلى زوجات كل حكّام الولايات الأسترالية ودعتهنّ إلى إنشاء جمعيّات محلّية في ولاياتهنّ وضمّها إلى المجلس المركزي المنشأ حديثًا. قبلت الزوجات الدعوة بلا استثناء. وهكذا أصبح فرع الصليب الأحمر الأسترالي منظّمة تقودها نساء. كتبت الليدي هيلين إلى إحدى صديقاتها، "لا شك أن هؤلاء النسوة يشكّلن العنصر الأساس في الحرب. لقد منحهنّ الصليب الأحمر حتى الآن فرصة ليظهرن قدراتهنّ".
عندما عادت الليدي هيلين إلى أوروبا في العام 1920، واصلت عملها مع الصليب الأحمر الأسترالي بتمثيل الجمعية في مقرّ الصليب الأحمر في جنيف، بسويسرا لسنوات عديدة. وتُوفّيت لاحقاً في العام 1941.
بصفتها ابنة نائب ملك وزوجة حاكم عامّ، نالت وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة الصليب الكبير.
لم تشكّل السيدات بين عامَي 1990 و2017 غير 2 في المئة من الميسِّرين، و8 في المئة من المفاوضين، و5 في المئة من الشهود والموقّعين على عمليّات السلام العالمية.