نظرتْ إلى المحتاجين من خلال عيون أمّ
تخصّصت شامشورا ليودْميلا غريغورييفنا طوال حياتها المهنية التي امتدّت 40 عاماً في الهلال الأحمر الكازاخستاني في لمّ شمل الأُسر. بقيت ليالي كثيرة مستيقظة لقلقها على مصير الأشخاص الذين فقدوا الاتّصال بأحبائهم. وظيفة صعبة لكنّها مُجْزية، لأنّ امتلاكها القدرة على مساعدة كثير منهم على لمّ شملهم بقيت تؤجّج روحها.
Inspiring11 ملهم التقييم

إحدى الحالات التي لا تزال شامشورا ليودْميلا غريغورييفنا تتذكّرها بوضوح تتعلّق بصبي عاش في دار للأيتام في منطقة زامبيل. في أحد الأيام، تلّقت ليودْميلا غريغورييفنا وزملاؤها مكالمة من دار الأيتام لمعرفة إن كان في وسعهم مساعدة الدار على العثور على والد الصبي. الشيء الوحيد الذي عرفوه أنّه عاش في ألمانيا. أرسل الهلال الأحمر استفساراً إلى ألمانيا، آملاً بأن يكون ذلك كافياً. تلقّوا إجابة في غضون وقت أقلّ ممّا كان متوقَّعاً: رسالة مع شهادة وفاة. تُوفّي الأب، لكنّ عمّ الصبيّ وعمّته أبديا استعدادهما وسعادتهما لنقله إلى منزلهما. طلبوا تأشيرة من السفارة الألمانية، لكنّ السفارة أحجمت عن منحها. ولحسن الحظّ، حصل الصبي الصغير على أوراقه في النهاية بمساعدة الصليب الأحمر الألماني. وبعد مرور عام على أوّل مكالمة هاتفية، استقلّ الصبي طائرة لكي ينتقل إلى منزله الجديد. وبعد سنوات، تذكّرت ليودْميلا غريغورييفنا هذه القصّة عندما رواها الفتى الذي كبر الآن على شاشات التلفزيون وشكر الهلال الأحمر على مساعدته. وهو الآن يعيش ويعمل في ألمانيا.

”كيف عاش الناس على هذا النحو؟ لازلت أجهل ذلك”

– Shamshura Lyudmila Grigoriyevna, Kazakhstan

لعب الهلال الأحمر الكازاخستاني خلال السنوات الماضية دوراً حيوياً في لمّ شمل أفراد الأُسر خلال الحروب في أفغانستان وكرواتيا وأبخازيا. وكان لهذه السنوات وَقْع كبير على ليودْميلا غريغورييفنا. الطريقة الوحيدة التي تمكّن أفراد الأسرة الذين انفصلوا عن بعضهم من التواصل عبر الحدود هي إرسال رسائل من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المحلّية. كانت ليودْميلا غريغورييفنا إحدى البطلات اللاتي ساعدن على إيصال هذه الرسائل إلى العائلات المعنيّة. تقول ليودْميلا غريغورييفنا، "عندما تصل الرسائل، يمكنك البكاء وحسب. كيف عاش الناس على هذا النحو؟ لازلت أجهل ذلك".

ليودْميلا غريغورييفنا متأكدة من أنّ الطبيعة الأنثوية لعبت دوراً مهماً في تصوّر عملها. منحتها طبيعةُ المرأة قوّةَ النظر إلى المحتاجين من خلال عيون أمّ وابنة وأخت. لم تسمح لها غريزة الأمومة بتغطية قلبها باللامبالاة. وحتى بعد سنوات عديدة من العمل في لمّ شمْل الأُسر، لا تزال تشعر بألم الانفصال وعدم اليقين واليأس كما شعرت به أوّل مرّة حين عملت في هذا المجال.

تقاعدت ليودْميلا غريغورييفنا من العمل لدى الصليب الأحمر في كانون الأول/ديسمبر 2018. وعملت في السنوات الأخيرة منسقة لبرنامج لمّ الشمْل الأُسري في قسم التعاون الدولي. وهي تدعو الشابّات في المنظّمة إلى مساعدة الناس في كلّ حال. رغباتها صادقة وبسيطة: الاعتزاز بالروابط الأُسرية والمحافظة على الإنسانية.

Shamshura Lyudmila Grigoriyevna

Kazakhstan, 1979

ضع تقييمك هنا
Brave
شجاع
Inspiring
ملهم
Hero
بطل
Passionate
متفان
0
هل كنت تعلم ...

إنّ نسبة الدول التي اعتمدت سياسات محاصصة لضمان زيادة عدد السيدات اللاتي يشغلن أدواراً قيادية في السياسات المحلّية تفوق الخمسة والسبعين في المئة.

– O’Brien and Rickne, 2016

سجل للحصول على اخر اخبارنا

أصوات حصلت على تقييم مماثل