إن تفاني السيدة وو في مساعدة المحتاجين لا يضعفه جدولُ أعمالها المزدحم أبداً. وبحكم نشاطها في المنظّمات الخيرية المتنوّعة، التحقت بجمعية الصليب الأحمر في هونغ كونغ في ثمانينيات القرن الماضي. تقول السيدة وو، "عملتُ في البداية مستشارة للصليب الأحمر في هونغ كونغ. شمل نطاقُ خدمات المنظّمة آنذاك جوانب أقلّ من تلك التي يغطّيها في الوقت الحاضر، مع التركيز على الخدمات المحلّية كالتبرّع بالدم والتعليم الخاصّ والتدريب على الإسعافات الأولية. ولم تتوسّع المنظّمة في تقديم خدماتها إلاّ حين حصول الفيضان في شرق الصين في العام 1991". وحين أرسلت منظّمة الصليب الأحمر في هونغ كونغ فريق إغاثة من الكوارث إلى المناطق المنكوبة بالفيضان، قرّرت السيدة وو الانضمام إلى البعثة.
– Ivy Wu, Hong Kong”صُعِقتُ لرؤية المياه وقد غطّت كلّ الأراضي”
تقول وو، "عندما وصلت إلى منطقة الكارثة، صُعِقتُ لرؤية المياه وقد غطّت كلّ الأراضي. لم أرَ غير رؤية سطوح المنازل وقمم الأشجار فوق الماء. ورأيت طابوراً طويلاً لأشخاص تم إجلاؤهم إلى أماكن مكتظَّة في الأراضي المرتفعة أو على السدود، وكان بعضهم محاطاً بأكياس رملية لا غير".
"أعمال الإغاثة من الكوارث ذات مغزى كبير. وبصرف النظر عن صعوبتها، ما عليك إلاّ أن تفكّر في الضحايا الذين سينتفعون من مساعدتك. لا يفهم هذا الشعور بالرضا المتأتّي من هذا العمل إلاّ من شاركوا فيه. والأهمّ من ذلك، أنّ الخدمة الإنسانية لا تقتصر على الدعم المادّي، بل تشمل الاعتناء بالصحّة العاطفية للضعفاء".
التحقت السيدة وو بعد ذلك بفرق الإغاثة في حالات الكوارث في أعقاب زلازل وكوارث طبيعية كثيرة أصابت الصين. تقول وو، "كانت القوّة العاملة في منظّمة الصليب الأحمر في هونغ كونغ محدودة، لكنّ الأقسام المختلفة تحمّست لتعبئة العناصر للقيام بأعمال الإغاثة. وقد تأثّرت بتفانيهم".
وبحكم أنّ السيدة وو رائدةً في فرق الإغاثة الخارجية، رأت كيف تطوّرت بالتدريج إدارةُ الخدمات الدولية والإغاثة التابعة للصليب الأحمر في هونغ كونغ على صعيد نطاقها وكفاءتها المهنية. وهي ممتنّة للدعم الذي يقدّمه جميع الأطراف. وتقول السيدة وو، بعد أن ذهبت إلى مناطق مختلفة متأثّرة بالكوارث الطبيعية والبشرية في جميع أنحاء العالم، وجدتُ أنّ "لكلّ بلد ثقافته واحتياجاته الخاصّة. لا يمكننا معرفة ما يحتاج إليه الأشخاص المتضرّرون من الكوارث حقاً ومساعدتهم على حلّ المشكلات الآنية والطويلة الأجل إلاّ بعد التواصل مع جمعية الصليب الأحمر المحلّية وإجراء تقييمات ميدانية. وعلى سبيل المثال، سنسهم مستشفيات لتركيب للأطراف الاصطناعية وتقويم العظام في البلدان المنكوبة بالألغام؛ والأهمّ من ذلك تعليم الأطفال المحلّيين على كيفية تجنّب الألغام وتقليل الإصابات الناجمة عن انفجارها. وبموجب خطّتنا الطويلة الأجل، سنحسّن القدرة المحلّية على الاستجابة لحالات الطوارئ في المنطقة المعرّضة للكوارث".
– Ivy Wu, Hong Kong”نريد أن نجعل هونغ كونغ مدينة أوفر صحّة وأكثر أمناً”
لا تزال السيدة وو تعطي الأولوية القصوى لتعزيز الروح الإنسانية وقوّة مساعدة الآخرين منذ أن أصبحت رئيسة الصليب الأحمر في هونغ كونغ. وتقول، "أريد متابعة الهدف الاستراتيجي الذي حدّدته منظّمة الصليب الأحمر في هونغ كونغ ويمتدّ 5 سنوات، والسعي لتوحيد جميع موظّفينا والمتطوّعين لجعل هونج كونغ مدينة أوفر صحّة وأكثر أمناً. أحرزت الخطّةُ الاستراتيجية الخمسية تقدّماً جيداً إلى الآن منذ إطلاقها في العام 2017. وهي بمثابة مخطّط لجميع أقسام الخدمات في المنظّمة، وهو ما يقوّي التأثير التعاضدي للخدمات. وللمضيّ في ذلك قُدُماً، أدارت المنظّمة برنامجاً تعريفياً لأكثر من 100 شخص من مختلف اللجان. حشدت المنظّمة الموظّفين والمتطوّعين لمساعدة الأُسر في المناطق النائية التي أصابها إعصار مانخوت في العام 2018. وقدّمت خدمات الإسعافات الأولية والدعم النفسي للمتضرّرين من أعمال الاحتجاج منذ حزيران/يونيو 2019. وبالإضافة إلى ذلك، ستُطلق المنظّمة في تشرين الأول/أكتوبر 2019 أول شاحنة نقّالة لتعلّم الاستعداد للكوارث لزيادة الوعي العامّ بشأن الوقاية من الكوارث وتعزيزه. وتؤكّد السيدة وو أنّ الصليب الأحمر في هونغ كونغ يسعى إلى بذل قصارى جهده للمساعدة لبناء مدينة هونج كونغ لتكون آمنة وقادرة على الصمود بالقدرة المعزَّزة والمشاركة في العمل الإنساني.
تدرك السيدة وو أنّ كلّ مهمة تتطلّب دعم دماء جديدة من الأجيال القادمة، لذلك فهي ترى أنّ نقل الروح الإنسانية إلى الشباب أمر عظيم الأهمّية، وأنّه لا شيء غير تعزيز القوّة الإنسانية يمكن أن يُيقي الروح الإنسانية للصليب الأحمر في هونغ كونغ- "حماية الحياة البشرية، والاعتناء بصحّة الضعفاء، واحترام كرامة الإنسان" لتستمرّ روح التطوّع. وترى السيدة وو أن طبيعة الأمومة في المرأة قيمة مضافة للخدمة الإنسانية وتوفير الحبّ والرعاية للمحرومين. لذلك، تناشد المزيد من النساء التقدّم للالتحاق بالمنظّمة وقيادتها من أجل مستقبل مشرق.
تتراوح نسبة المتطوّعات بين 45 و57 في المئة من إجمالي المتطوّعين في الصليب الأحمر وفي الهلال الأحمر في جميع المناطق.