"عندما بدأتُ العمل في الهلال الأحمر الفلسطيني في العام 1998، كان مقرّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد أُسّس للتوّ في الأراضي الفلسطينية المحتلّة. تعرّضت الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة رام الله، للغزو في العام 2002، وكان علينا الردّ مباشرة. كنت أعيش في القدس في ذلك الوقت وأردت أن أساعد المحتاجين. لكنّ فوضى عارمة حلّت في رام الله ولم يتمكّن أحد من دخول المنطقة. كانت مرهقة للغاية. ثمّ تلقيتُ طلباً لتجنيد بعض المتطوّعين للترويج لعمل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والمساعدة في عمليّات الاتّصال من القدس. لم يكن لدى أحد خبرة، كنّا قد بدأنا للتوّ.
تمكنتُ من الالتحاق بالفريق المحلّي في رام الله بعد أسبوعين وطلب منّي مديري تولّي مسؤولية القسم الإداري، ورشّحني في الوقت نفسه للحصول على منحة لنيل شهادة ماجستير في نظام الإدارة الصحّية. لم يكن لديّ خبرة على الإطلاق هنا أيضاً، لكنّني فعلت ذلك. كان كلّ يوم تحدّياً، لكنّ ذلك كان جيداً بالنسبة لي. تعلّمتُ الكثير، وهو ما هيّأني لجميع المواقف الصعبة المختلفة التي واجهناها في السنوات اللاحقة.
تعلّمت خلال سنواتي مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ في استطاعة المرأة تحقيق أيّ شيء. لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. ولطالما عملت المرأة بجانب الرجل في كلّ ناحية في المجال الإنساني. ونحن نعتقد هنا في فلسطين أنّ النساء أوّل المستجيبات في أيّ زمان ومكان. همّنا دعم مهاراتهنّ وتطويرها حتى يتمكّنّ من تحمّل مسؤوليات كبيرة حين لا يكون في الميدان غيرهنّ عندما يحصل شيء ما.
وهذا ما يعجبني في منظّمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر. يمكن لأي شخص الالتحاق والعمل في المجال الذي يرغبه. عملتُ في البداية ممرّضة في قسم الصحّة الأوّلية لدعم العمل المجتمعي الذي يؤدّيه العاملون الاجتماعيون والممرّضات في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وأنا الآن مديرة التخطيط والتطوير. الحقّ أنّ المنظّمة تمنحك فرصة لتتعلّم وتكون جزءاً منها في أيّ مجال تريده. لذلك، نصيحتي إلى جميع السيدات هي: ثقّفوا أنفسكنّ، وثقنَ بأنفسكنّ وجاهرن بمواقفكنّ. سيكون هناك دائماً شخص يستمع إليكنّ".
السيدات أقرب إلى التقليل من مهاراتهنّ وإنجازاتهنّ المهنية وإلى الاستهانة بأهمّيتها من نظرائهنّ الذكور.