”أشعر بخيبة أمل لقلّة عدد النساء في رأس هرم المنظّمة”
عملتْ مارغريتا والْستروم في أوضاع أزمات كبيرة في دول كثيرة، منها فيتنام وكمبوديا وأفغانستان. إنّها مدفوعة برغبة في لفت الانتباه إلى الأزمات الإنسانية المنسيّة، وهي إحدى السيدات الرائدات اللاتي كنّ وراء شبكة غلو رِد. والسبب إيمانها بأنّ المرأة تستحقّ أن يكون لها مكان عند طاولة صنع القرار. وتقول، "ستقوّي النساءُ اللاتي يشغلن مناصب قيادية بارزة الثقةَ بأنّ منظّمتنا مهتمّة بالمرأة أيضاً ويمكنها تلبية احتياجاتها في حالات الأزمات".
Inspiring17 ملهم التقييم

رأيت الصليب الأحمر في الميدان لأوّل مرّة في كمبوديا، وكانت تسمّى "كمبوتشيا" في العام 1981. دُمّرت البلاد بعد سنوات من الحرب والإرهاب، وشُرّد السكّان ونُكبوا. المنظّمة الوطنية الوحيدة التي بقيت تعمل نسبياً كانت الصليب الأحمر الكمبودي. عادت قائدته وموظّفوه - أولئك الذين بقوا على قيد الحياة- إلى مكاتبهم على الفور، ونظّفوا المكان بالكامل وباشروا العمل على إغاثة السكّان. كنتُ في الأمم المتحدة آنذاك. بدأنا بفريق صغير، وكان الصليب الأحمر الكمبودي شريكنا الذي لا غنى عنه. علّمني موظّفوه معظم ما أعرفه عن الصليب الأحمر وحفزوني للعمل مع المنظّمة- بأي صفة تقريباً.

كنت سعيدة في العام 1987 لأنّ الصليب الأحمر السويدي وظّفني للعمل في برامجه في جنوب أفريقيا. كان ذلك حين انتهاء نظام الفصل العنصري هناك، وبداية استقلال ناميبيا. أدار الاتّحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تلك السنوات برنامجاً مهمّاً لتطوير المجتمعات الوطنية في شرق وجنوب أفريقيا بشراكة واسعة وملتزمة لدعم هذا البرنامج. كان العمل لدى الصليب الأحمر تجربة ممتعة.

”كان خيار الرغبة في أن أكون نافعة للآخرين في حالات الضيق المؤقّتة التي يعيشونها”

– Margareta Wahlström, Sweden

هذه التجربة الحقيقية للغاية حول كيفية العمل مع الناس، والاعتماد على معارفهم وإبداعهم واعتزازهم بأنفسهم واحترامهم هي التي ألهمتني للعمل في هذا المجال. إنه ليس مجرد عمل إنساني، بل هو أعمّ من ذلك بكثير. بناء على ذلك، عليّ أن أقول إنّ العمل "الإنساني" لم يكن الخيار. كان الخيار أقرب على الأرجح إلى الرغبة في أن أكون نافعة للآخرين في حالات الضيق المؤقّتة التي يعيشونها. وأعتقد أن عملنا يهدف إلى تقصير فترة الضيق- بالوسائل المختلفة التي لدينا.

عملتُ عن قرب مع الناس في بعض الأحيان وعشت حياتهم اليومية في حالات الكوارث أو الأزمات. لكنّي عملت في أوقات أخرى في قمم منظّمات أسهمت في جعل المنظمة أكثر ملاءمة وفاعلية في أنشطتها الداعمة لدول ومجتمعات تمرّ بأزمات. كلتا التجربتين كانت مُجزية. وأنا شغوفة بلفت الانتباه إلى الأزمات الإنسانية التي لا تُرى أو التي لا تحظى بالاهتمام اللازم لأسباب مختلفة. فمن المهمّ أن نراقب كلّ الناس في العالم ممّن يحتاجون إلى دعمنا، وليس مراقبة الأزمات التي تصل أخبارها إلى الصحف وحسب. فلا يمكن لوسائل الإعلام، باهتمامها القصير الأمد، أن تقرّر وِجهة المساعدات الإنسانية. يجب أن يكون أساس الأعمال الإنسانية نزيهاً وقائماً على المساواة. واليوم، يغلب وجود معضلة الموارد المحدودة والسياسة عندما تُلتمَس المساعدة الإنسانية ويتعذّر تقديمها. يجب أن نعمل على تقليص هذا الخطر.

عندما التحقتُ بالصليب الأحمر من جديد بعد سنوات من العمل في الأمم المتّحدة، فوجئت وشعرت بخيبة أمل عندما لاحظت قلّة عدد النساء في قمة هرم هيئات الصليب الأحمر الدولية. وجه المنظّمة العالمية هو وجه الرجال. بل إنّ هذا الأمر ازداد وضوحاً في اجتماع للصليب الأحمر عُقد قبل بضع سنوات. ردّت مجموعة من الناس، معظمهم من النساء ، بقوّة عندما ارتقى المجلس المنتخب حديثاً خشبة المسرح وكان مؤلّفاً من خمس سيدات وخمسة وعشرين رجلاً. شعرنا أنّنا بحاجة إلى فعل شيء. وهذا ما قمنا به. بدأنا بقرار نال تأييد أغلبية ساحقة حول دور المرأة الذي أنشأناه هناك ثمّ في الاجتماع.

”تودّ شبكة غلو رِد زيادة عدد القيادات النسائية في منظّمتنا العالمية”

– Margareta Wahlström, Sweden

لكنّنا اتّخذنا قرارات ولم تُحدث ضغطاً كبيراً من أجل التغيير لأنّ أحداً لم يتولّ زمامها. لم نشأ أن يحصل ذلك لمبادرتنا. لذلك أنشأنا شبكة لكبرى القيادات النسائية في منظّمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأعني غلو رِد. تواصلنا مع جميع قطاعات المنظّمة ودعونا الجميع إلى الانضمام إلى رحلتنا. لا يزال هدفنا هو نفسه من البداية: زيادة عدد القيادات النسائية في منظّمتنا العالمية. لماذا؟ لأنّ المرأة هي أساس عمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر ويتعيّن أن ينعكس ذلك في أدواره القيادية. وعلاوة على ذلك، ترتقي نوعيّة القيادة وصناعة القرار فيها بوجود مجلس إدارة متنوّع. وأنا أعتقد أن الرجال والنساء متماثلون، لكنّ كلاًّ من الطرفين يرى الأمور بشكل مختلف. لا أقصد بذلك أفضل الأسوأ. في الواقع، أعتقد أنّ النساء يرين ويلاحظن أشياء تكمّل ما يراه الرجال، والعكس صحيح. لذلك، إذا كان لدينا مجلس إدارة أكثر تنوعاً، فسوف تتحسّن نتائجنا الإنسانية.

ستقوّي النساءُ اللاتي يشغلن مناصب قيادية بارزة الثقةَ في أوساط المتطوّعين لدينا وشركائنا ومؤيدينا في الجمهور أيضاً، وفي أوساط الأشخاص الذين يعتمدون على دعمنا في الأزمات بالطبع، بأنّ منظّمتنا مهتمّة بالمرأة ويمكنها تلبية احتياجاتها في حالات الأزمات. وإذا نظرنا إلى موظّفينا، سترى النساء اللاتي يشغلن مناصب تطوّعية أو وظيفية أنّ وجودهنّ منعكس في المناصب العليا. حان الوقت لوضع الصليب الأحمر والهلال الأحمر على أعتاب القرن الحادي والعشرين. المنظّمات الناجحة متنوعة ولذلك فإنّ وجهها الذي تلقى به العالم متنوّع. وهذا يعني وجود مزيد من النساء في القمة. وشبكة غلو رِد تعمل على تحقيق ذلك.

Margareta Wahlström

Sweden, 1987

ضع تقييمك هنا
Brave
شجاع
Inspiring
ملهم
Hero
بطل
Passionate
متفان
0
هل كنت تعلم ...

7 شابات لكل 10 شبان يكملون المرحلة الثانوية العليا في البلدان المنخفضة الدخل. إذا كنا نريد المزيد من القيادات النسائية في المستقبل ، فنحن بحاجة إلى سد الفجوة بين الجنسين في التعليم.

– UN Women

سجل للحصول على اخر اخبارنا

أصوات حصلت على تقييم مماثل