"لم أشعر قطّ بأنني في وضع غير مواتٍ لكوني امرأة"
عملت ماريان غاسر، رئيسة بعثة اللجنة الدولية في ليبيا، مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمدة تزيد عن 30 عاماً. وتقول في هذا الصدد: "لقد أمضيت أغلب فترات حياتي المهنية في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط وفي أفريقيا. وكانت المهمة الأخيرة التي اضطلعت بها في سوريا أكثر المهام تأثيراً على نفسي". وترأست ماريان بعثة اللجنة الدولية في سوريا لمدة ثماني سنوات حينما كان النزاع على أشده.
Hero8 بطل التقييم

"عرفت سوريا قبل نشوب النزاع وشاهدت جمالها واكتشفت ثقافتها في فترات السلم، ولذلك فقد كان من الصعوبة بمكان رؤية تدهور الأحوال فيها". ولقد عانى الشعب السوري أشد المعاناة خلال النزاع الضاري الذي طال أمده، ولكن قدرة أبنائه على الصمود دفعت ماريان إلى مواصلة الجهود التي تبذلها: " أبدى السوريون، في مواجهة جميع المصاعب التي مرت بهم، عزماً لا يكلّ من أجل العودة إلى حياتهم العادية. وقد أمضيت الكثير من الوقت في اجتياز خطوط المواجهة ورأيت مدى الدمار الذي حلّ بالعديد من المناطق. ولاحظت الحجم الهائل للاحتياجات الإنسانية التي ما فتئت تتزايد، ومع ذلك، فلم يتوقف الشعب السوري يوماً عن الكفاح من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية التي كان يحياها في السابق. وقد بلغ عزمهم المدهش وقدرتهم على التكيف مع الظروف الجديدة مبلغاً لا يصدقه أحد. ولم أشهد إلا في القليل النادر أمراً كهذا في أماكن أخرى".

ولم تسلم أي أسرة من الأسر من آثار أعمال التدمير والعنف التي اجتاحت سورية على نطاق واسع. وأدى هذا إلى تزايد الإعجاب بمدى الالتزام الذي أبداه زملاؤنا السوريون. "لقد تضرر زملائي السوريون المتفانون والمتحمسون في عملهم، سواء في اللجنة الدولية أو في الهلال الأحمر العربي السوري، بصورة شخصية من هذا النزاع، وكانوا مصدر طاقة وقوة مكنتني من المضي قدماً. وقد كان الكثير منهم من النازحين وكانت حياتهم وحياة أسرهم عرضة للخطر، ولذلك، فقد كانت الشجاعة والمثابرة اللتان ظلوا يتحلون بهما من أجل الاستمرار في مساعدة الأشخاص الآخرين المتضررين من النزاع أمراً لافتاً للنظر. وقد عمل الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية جنباً إلى جنب من أجل تقديم الدعم لأشد الفئات ضعفاً ومساعدة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سورية. وإنه لمن دواعي اعتزازي أنني عملت مع هؤلاء الأشخاص الأشداء".

”إذا كان في وسعنا تقديم المساعدة ولو لشخص واحد ... فإن كل الجهود التي نبذلها تستحق العناء”

– Marianne Gasser, ICRC

وخاضت ماريان، بصورة أساسية، تجارب إيجابية بصفتها امرأة تترأس بعثة من البعثات. "كان عليّ، في سورية، أن أتعامل مع الحكومة والجماعات المسلحة غير الحكومية وغيرها من الجماعات، ولم أشعر قطّ بأنني في وضع غير مواتٍ لكوني امرأة. وأشعر أنني قد حظيت بترحاب شديد وتمكنت من الاجتماع بالسلطات دون أي مشاكل".

"كانت جميع مهماتي محفوفة بالتحديات وقد مررت فيها بأوقات عصيبة، ولكنني استقيت من كل واحدة منها تجربة ثرية للغاية، وتعلمت الكثير من الأمور من خلالها. ويتطلب العمل في مثل هذه السياقات الصعبة التزاماً حقيقياً ويقتضي وضع الغاية الإنسانية في الاعتبار. وقد يبعث عملنا في بعض الأحيان على الشعور بالإحباط الشديد حينما يتأخر تنفيذ بعض العمليات أو يجري منعها، ومن ثم، فإن المثابرة ستصبح ضرورية للتغلب على ذلك. ويشكرنا الناس على المساعدات الإنسانية التي نقدمها لهم، لكن ما يتوقون إلى تحقيقه أكثر هو الاستقرار - حتى يتمكنوا من العودة إلى أعمالهم والحصول على الرعاية الطبية وضمان الأمن لأطفالهم. وعلينا أن نستمر في التقدم إلى الأمام، لأنه إذا كان في وسعنا أن نقدم المساعدة ولو لشخص واحد، من خلال جمع شمل الأفراد مع عائلاتهم، أو زيارتهم في أماكن الاحتجاز، أو تقديم العلاج الطبي لهم، أو الإصغاء إليهم ومنحهم رسالة أمل فحسب، فإن كل الجهود التي نبذلها تستحق العناء".

Marianne Gasser

ICRC, 1987

ضع تقييمك هنا
Brave
شجاع
Inspiring
ملهم
Hero
بطل
Passionate
متفان
0

"اعتنت سيدات كاستيليوني بالجنود الذين أُصيبوا بجروح في معركة سولفِرينو وهدّأتهم. لكن حين أُسّس الصليب الأحمر بعد ذلك بأربع سنوات، لم يكن فيه ولا امرأة واحدة. ولا تزال النساء اليوم يعتنين بالجرحى ويداوينهم، لكن هل يوجد في دوائر صنع القرار سيدات؟"

– IFRC Everyone Counts Report, 2019

سجل للحصول على اخر اخبارنا